الصفحات

الجمعة، 18 أغسطس 2017

مستوى الدراسي بين ضمير المدرس و اهمال الاهل


المدرس : حيدر محمدحسين الجابري
(ن والقلم وما يسطرون)[1] (اقراء وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم) [2]
الامة التي هي خير امة اخرجت للناس عندما تكون غير مسلحة بالعلم والعمل والمعرفة تكون هشة قابلة لاحتلالها وغزوها بأبسط الاسلحة او بدونها وتستمد تلك الامة القوة من المربيين الذين يُشَّيدون ركائز واركان دولتها و من الذين علقت برقبتهم امانه ان ادوها نجوا وانتجوا جيل لا يهابون من الاعداء و يسلم بأيدهم وفكرهم الارض والعشب ويعم النعيم على تلك المعمورة انهم القوة الاولى والجيش الاول للدولة التي به تُصنع القوات المسلحة التي تدافع عن ابناء بلدهم أولئك الذين وصفهم الشاعر قف للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا 

من هذا المنطلق لا بد ان يحذوا المدرسين الخطوات الصريحة الواضحة ومن ضمير حقيقي و بقلب صادق وامين للنهوض بالعملية التربوية ورفع المستوى الدراسي للطلبة والوقوف على المستويات الطلبة الضعيفة ومعرفة الاسباب التي ادت الى فشلهم الدراسي . امانة عُلِقَت بأعناقِهم

عندما نتكلم عن السياسيين والمسؤولين في الدولة و ننتقدهم ونصف بالسراق ونهبهم للمال العام وغيرها من الاوصاف لانهم حقيقة هذه فِعَال البعض منهم لكن المدرس والتدريسي ان لم يتحرك وان لم يعمل بجدية برفع مستوى ذلك الطالب الضعيف دراسياً فان هذا المدرس لا يفرق عن السياسي او المسؤول الذي سرق المال العام فانك ايها المدرس ان لم تهتم بطلابك فانك سرقت وخنت امانة التدريس .

هنالك البعض من التدريسين من يشرح مختصر ولا يعطي المادة حقها حتى يتمكن من اخذ بعض الطلبة خصوصي من اجل ان يستفيد ماديا منه او يدخل دورة تدريسيه في المدرسة الفلانية او المعهد الفلاني , وهنالك بعض من التدريسيين من يبيع لطلابه ملازم حتى يستفاد منهم ماديا , وهناك بعض من التدريسيين من يأخذ الحصص في مدرسته ويخرج قبل انتهاء الدوام الى المدرسة الاهلية الاخرى وتراه يشرح بالأهلية شرح ممتاز اكثر مما عليه في الحكومي , وهنالك بعض التدريسيات والتدريسين من تشتد مع طالباتها وخاص المراحل المنتهية وتدريسهم ضعيف لم يستخدموا الوسائل التربوية ولا ابتكار ولا طرائق تدريس ويقولوا لهم نغربلكم تغربل حتى تدخلوا وزاري كل ذلك من اجل نسبتهم المزعومة المكذوبة و سمعة ورياء بين الناس , ما قيمة نسبة العالية التي اخذها التدريسي ونصف طلابه لم يدخلهم وزاري ولم يطور ذلك المدرس نفسه حتى يحفزهم ويشجعهم لرفع مستواهم الدراسي .

تعددت المشاكل وتعددت الاسباب وكان ضحيتها الطالب لا نلومه ولكن نلوم الاهل الذي غاب دورهم بين بحر المغريات و الثقافة التي غزتهم في قعر بيوتهم وانها لحرب ضروس لا يٌحس بها الا بعد حيين ,ساعات طوال يقضيها ابنائهم على شبكة الانترنيت وبين المواقع والتواصل الاجتماعي التي كثرة مسمياتها وبدون رقابة فكان الطلبة مثل عطشان يسير في صحراء و فجاة وجد نفسة في بحر تراه يشرب ويعطش بسبب ملوحة ذلك الماء حتى يقتله بكثرة شربه , ان دور الاهل كبير ان يحثوا ابنائهم على التعلم والدراسة لانهم سوف يقودوا هذا البلد ويبنونه ويعمرونه كي لا يتسلط علينا ظلمة فسقة فجرة من طغاة البعثيين وغيرهم و الساسة الفاسدين.

هنالك حرب قائمه على العراق فكريا وثقافيا حتى يمزقوا بنيان هذا المتجمع الأصيل المتماسك الذي لبى نداء المرجعية وملئ الجبهات وضحوا بأنفسهم لأعلاء راية الاسلام المحمدي الاصيل , انتم ايها الاهل كان دوركم مثل الراس للجسد كان دوركم أبناء نصروا ودفعوا و هزموا الدواعش ومن ورائهم الدوال التي راهنت على هزيمة العراق بإمكانكم حث ابنائكم و ان تبذلوا قصارى جهدكم (... واصبروا ان الله مع صابرين ) [3] في تعليم ابنائكم .

العملية التربوية لا تحقق نجاحا ان لم تتظافر الجهود بين الطالب والمدرس والاهل والوزارة التربية الكل تتعاون لتحقيق هدف و بناء وتنمية العملية التعليمية التعلمية , عندما يكون الطالب حريص على مستقبله والمدرس امين على عمله والاهل حصن حصين لأولادهم وبناتهم من مغريات شبكة الانترنيت والوزارة تكون موفرة المستلزمات التدريسية قد نقول تحقق التعلم والتعليم .

الدماء التي سالت و الارواح التي ارتفعت كانت بهم قد تحررت ارض العراق وحُفِظـَت المقدسات و صانت الاعراض و سُلِمَت الانفس و الارواح تلك الانتصارات لم تتحقق بين ليلة وضحاها استمرت لسنوات ببَردِها القارس ومَطَرِها و بِحَرِها اللاهب وشَمسِها وبهجران احباب و فجيعة ام بولدها او زوجها اقيمت الارض وتحررت على النوائح الباكيات وعلى صرخات الالم والصبر 

كأني بالشهيد للطلبة يقول: لا تجعل دمي يذهب هباءاً فحقق بدمائنا وارواحنا نصرك بنجاحك وتفوقك

كأني بأم الشهيد للطلبة تقول: اني ثكلى بابني فبرد قلبي بفرحة نجاحك وتعلمك . 

شهدائنا اعطوا الغالي والنفيس من اجل ان نعيش كرماء اغنياء بالعلم وبالفهم والتفوق لنبي بلدنا و لننشئ المعامل والمصانع لنحارب الفساد والرشوة انكم ايها الطلبة مستقبل العراق انتم العلماء تمدون الاجيال القادمة بشتى المعارف ان سلكتم طريق الذي اردوه لنا اهل البيت عليهم السلام انتم ما لو علمتم ما فضلكم لافتخرتم حتى على الشهداء "عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء " [4] , وان العلماء وفضلهم لكثير من تطوير الحضارة وتقدمها علميا ثقافيا تقنيا صناعيا هندسيا وجويا وبحريا وعسكريا وكل عطائكم ينعكس على بلدنا العزيز وان لكم موقف بين يد الله عزوجل تشفعون للناس "عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) قال: ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيشفعهم: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء" [5] ,

فشهداؤنا وهبوا لكم ارواحهم لترفعوا اسم بلدكم عاليا عزيزا مستقلا قويا فلا تخيبوا ضنهم بكم 
الشهداء ... احياء عند ربهم يرزقون فلا تقتلوهم برسوبكم ايها الطلبة 

المصادر
[1] سورة القلم الاية 1
[2] سورة العلق الاية 3-5 
[3] سورة الانفال اية 46
[4] امالي الطوسي , المجلس 13 ح 25/336 الرقم 774
[5]قرب الاسناد 64 ح 203
[4]و[5] موسوعة احاديث اهل البيت عليهم السلام للشيخ هادي النجفي ج7 ص 266 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركونا بتعليقكم بما تحتاجونه من بحوث من مصادر شاركونا بدعائكم

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

The Second International Conference of Mathematics and its Applications

The Second International Conference of Mathematics and its Applications
المؤتمر الدولي الثاني للرياضيات وتطبيقاتها في جامعة البصرة 2013